• صفحة 1 من%
  • 1
علاقة المؤسسة التعليمية بالمحيط التربوي والإداري والسوسيو- ا
الإثنين, 2015-12-14, 10:18 AM   رسالة # 1

جوائز : 0  +


معلومات العضو
 إنتسبت في المنتدى:2012-12-01
  رقم العضوية  : 3
أقيم في : الجزائر
 عدد المشاركات : 253
 أنـا ذكر
 نقاطي :  ±
 
الدكتور جميل حمداوي

تعتبر المؤسسة التعليمية فضاء اجتماعيامصغرا تعكس كل العلاقات الاجتماعية والطبقيةالموجودة في المجتمع. ومن ثم، فهناك ثلاثة أنماط من المؤسسات التعليميةالتي تتراوح بين الانغلاق والانفتاح: مدرسة تغير المجتمع كما في المجتمعالياباني ، ومدرسة يغيرها المجتمع كما في دول العالم الثالث، ومدرسةتتغير في آن معا مع تغير المجتمع كما في الدول الغربية المتقدمة. إذاً،ماهو النسق التربوي؟ و ماهي العلاقة الموجودة بين المؤسسة التعليمية ومحيطهاالسوسيواقتصادي؟ وماهي الوظائف التي يؤديها النسق التعليمي التربوي فيعلاقته بمحيطه الخارجي؟ وكيف ستحقق المؤسسة التعليمية انفتاحها على محيطهاالخارجي؟
يذهب الميثاق الوطني للتربية والتكوينفي مجاله الثاني إلى ربط المدرسة بمحيطها الاجتماعيوالاقتصادي قصد خلق مدرسة الحياة التي يحس فيها المتعلم بالسعادةوالراحة والاطمئنان، إذ يقول الميثاق:" تسعى المدرسة المغربية الوطنيةالجديدة إلى أن تكون:
... مفتوحة على محيطها بفضل نهجتربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروجإليه منها بكل مايعود بالنفع على الوطن، مما يتطلب نسج علاقات جديدةبين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي. وعلى نفس النهجينبغي أن تسير الجامعة؛ وحري بها أن تكون مؤسسة منفتحة وقاطرة للتنميةعلى مستوى كل جهة من جهات البلاد وعلى مستوى الوطن ككل."(1).
لفهم المؤسسة التربوية لابد من النظرإليها باعتبارها نسقا من العناصر البنائية التيتتكون من المتعلمين والأساتذة ورجال الإدارة وآباء وأمهات التلاميذ وأولياءالأمور والمشرفين التربويين ، وبين هذه العناصر البنائية علاقات وظيفيةوديناميكية. وتتسم هذه العلاقات أيضا بطابعها الإنساني والإداري كما تتسمبالاتساق الداخلي والخارجي والانسجام والتكامل والتعاون والوحدة المهنيةالتي تتجلى في التربية والتعليم. ولهذا النسق التربوي - بطبيعة الحال-أهداف تتمثل بصفة خاصة في تكوين المواطن الصالح والانفتاح على المحيطالمجتمعي من أجل تطويره وتنميته. ويعني هذا أن النسق التربوي يتسم بالتغيروالتطور والتفاعل الإيجابي والتواصل الإنساني المتعدد الأقطاب والتنظيمالممنهج مكانيا وإيقاعيا والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي. وتنبنيالعلاقة بين النسق التربوي ومحيطه الخارجي على المدخلات والمخرجات. كمايحتوي النسق التربوي والتعليمي على البنية الإدارية الفاعلة التي تقوم بعدةوظائف مثل التسيير المادي والمالي والإداري بله المراقبة والتفتيش والإشرافالتقويمي. أما البنية المادية للنسق فتتجلى في البنايات والتجهيزاتوالمصالح المركزية والمصالح الجهوية. أما البنية التربوية فتتمظهرفي المقررات والطرائق البيداغوجية والأهداف. ويرتبط هذا النسق بالسياسةالتربوية من خلال أنساق وظيفية كالنسق الديموغرافي والنسق الثقافي والنسقالسياسي والنسق الاقتصادي والنسق الإداري[2]. ويعني هذا أن النسق يستمدمرتكزاته الفلسفية وغاياته الكبرى ومراميه وأهدافه و كفاياته من التوجهاتالسياسية للدولة أو الحكومة. كما يتأثر النسق التربوي بمجموعة من المؤثراتالسكانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية التي تتحكم فيالنسق. ويعني هذا أن المجتمع يمد المدرسة بكل ما يحدد منظورها وتوجهاتهابينما تسعى المدرسة إلى تغيير المجتمع أو المحافظة عليه وتكريس قيمهومبادئه. وبما أن المدرسة نموذج للمجتمع المصغر فأهداف المدرسة هي أهدافالمجتمع.
و عليه ، فالنسق المدرسي يتسم فيكليته بالانسجام والتنسيق والشفافية والتواصلوإزالة الحواجز[3].ويترجم لنا هذا النسق المؤسساتي التربوي مجمل العلاقاتالإنسانية التواصلية( التعاون-التعاطف- الأخوة- التكامل الإدراكي- التعايش-التعارف....) التي تتم بين المكونات الفاعلة من أجل تحقيق عمل مثمروناجع. ويستجيب هذا النسق لقانون العرض والطلب ضمن تفاعل بنيوي دينامي ووظيفيقصد إشباع كل الرغبات وإرضاء الحاجيات الإنسانية التي تتمثل حسب ماسلوMASLOWفي خمسة أنواع:
1- الحاجة إلى تحقيق أهداف الذات.
2- الحاجة إلى التقدير والمكانةالاجتماعية.
3- الحاجة إلى الانتماء والنشاطالاجتماعي.
4- الحاجة إلى الأمن والطمأنينة.
5- الحاجات الفيزيولوجية:الأكل- النوم.....
ويلاحظ على العلاقات الإنسانية داخل نسقالمؤسسة التعليمية أنها قد تكون علاقة فرديةأو علاقة جماعية، وقد تكون علاقة إيجابية أو علاقة سلبية. وقد يطبعها ماهومثالي وماهو واقعي حقيقي. ولكن العلاقات الإنسانية الجيدة الحقيقية هيالعلاقات الوظيفية الفعالة المثمرة التي تساهم في إثراء النسق وخدمته وتنميتهوالرفع من مكوناته البنائية والدينامكية القائمة على العمل الجاد والحقيقةالواقعية و الالتزام بروح المسؤولية والتفكير الواقعي والتخطيط البناءوالتنفيذ الاستراتيجي الميداني.
هذا، وقد طالبت التربية الحديثة (دوكرولي- فرينه- كوزينه- ديوي...) إلى ربط المدرسةبالحياة والواقع العملي والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي من أجلتحقيق أهداف برجماتية نفعية وعملية من أجل تحقيق المردودية الكمية والكيفيةأو الجودة للمساهمة في تطوير المجتمع حاضرا ومستقبلا عن طريق الاختراعوالاجتهاد والتجديد والممارسة العملية ذات الفوائد المثمرة الهادفةكما عند جون ديويDEWY أو جعلالمدرسة للحياة وبالحياة كما عند دوكروليDOCROLYأو خلق مجتمع تعاوني داخل المدرسة كما عند فرينيه. إذاً، فالمدرسةكما قال ديوي ليست إعدادا للحياة بل هي الحياة نفسها.
وفي نظامنا التربوي المغربي الجديدنجد إلحاحا شديدا على ضرورة انفتاح المؤسسة علىمحيطها السوسيواقتصادي عبر خلق مشاريع تربوية وشراكات بيداغوجية واجتماعيةواقتصادية مع مؤسسات رسمية ومدنية ومع مؤسسات عمومية وخاصة كالاتصالبالسلطات والجماعات المحلية الحضرية والقروية والمجتمع المدني والأحزابوالجمعيات وآباء وأمهات التلاميذ وأوليائهم والمقاولات والشركات والوكالاتوالمكاتب العمومية وشبه العمومية قصد توفير الإمكانيات المادية والماليةوالبشرية والتقنية. كما دعت الوزارة إلى تطبيق فلسفة الكفايات أثناءوضع البرامج والمناهج التعليمية – التعلمية من أجل تكوين متعلم قادر ذاتياعلى حل الوضعيات والمشاكل التي ستواجهه في الحياة العملية الواقعية. ولم تعدالمدرسة كما كانت مجرد وحدة إدارية بسيطة منعزلة ومنغلقة مهمتها تطبيقالتعليمات والبرامج والقوانين، بل أصبحت مؤسسة فاعلة في المجتمع تساهمفي تكوين وتأطير قوة بشرية مدربة قادرة على تسيير دواليب الاقتصاد وتأهيلالمجتمع صناعيا وفلاحيا وسياحيا وخدماتيا. و ارتأت الدولة أمام كثرة النفقاتالتي تصرفها في مجال التربية والتعليم و أمام المنافسة الدولية الشديدةوضرورة الاندماج في سوق تجاري عالمي موحد يراعي مقتضيات العولمة ومتطلباتالاستثمار التي تستوجب أطرا عاملة مدربة وذات مؤهلات عالية أن تنفتحالمؤسسة التعليمية على سوق الشغل قصد محاربة البطالة وخاصة بين صفوف حامليالشواهد العليا وتزويد السوق الوطنية والمقاولات بالأيدي العاملة المدربةخير تدريب والأطر البشرية ذات الشواهد التطبيقية والعملية والتي تتصفبالكفاءة والجودة قصد تحقيق تنمية شاملة على جميع الأصعدة والمستويات. كما أنانتهاج المغرب لسياسة اللاتمركز أو السياسة الجهوية جعلته يتنازل عنمجموعة من الامتيازات و الصلاحيات والسلطات على مستوى المركز قصد خلق التسييرالذاتي الجهوي أو المحلي أو المؤسسي في إطار اللامركزية والقرب والديمقراطية.وهذا التسيير المحلي أو الجهوي يتطلبان الدخول في شراكات فعالةمع كل المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والأسر والفعاليات الاقتصاديةوالاجتماعية من أجل دعم المؤسسة التربوية والمساهمة في تحسين ظروفهاوإيجاد الموارد المادية والمالية والبشرية والتقنية للرفع من مستوى ناشئةالمستقبل عن طريق تأهيلها تأهيلا جيدا. ولكي تنفتح المدرسة على محيطهاعليها أن تحسن الإدارة التربوية من معاملاتها التواصلية وعلاقاتها معالأطراف القادرة على المساهمة والمشاركة في إثراء النسق التربوي وتفعيله مادياومعنويا كالمفتشين وأعضاء مصالح النيابة والجماعات المحلية والسلطات المحليةوالأسر وجمعيات الآباء وأمهات التلاميذ وأوليائهم وجمعيات المجتمع المدنيوالفاعلين الاقتصاديين.
تلكم هي نظرة موجزة عن النسق التربويبصفة عامة والنسق المدرسي بصفة خاصة، وقد قلنابأنه يتسم بالبنائية والوظيفية إلى جانب خصائص أخرى كالتواصل والانسجاموالاتساق والتكامل والشفافية والانفتاح على الواقع والحياة الخارجية.وقد أثبتنا بأن انفتاح المدرسة على محيطها الاجتماعي والاقتصادي استوجبتهكثير من الحيثيات الظرفية والسياقية كالعولمة والبطالة والمنافسة الدوليةومتطلبات الاستثمار وترشيد النفقات عن طريق خلق شراكات ومشاريع المؤسساتوالارتكان إلى سياسة اللاتمركز لتحقيق شعار الجهوية و الجودة والقربوالديمقراطية المحلية.

تم تحرير الرسالة
 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

إحصائيات المنتدى
المشاركات الحديثة المواضيع الأكثر شعبية أعلى المستخدمين الأعضاء الجدد
  • ملف خفيف لكتابة معلومات التلاميذ في واجهة ملفاتهم
  • تحليل ننتائج الفصل الثانيي
  • ملف اكسال لحالة التلاميذ اليومية
  • جداول لتحليل النتائج الفصلية انطلاقا من نتائج الرقمنة
  • القانون الداخلي
  • برنامج المساعد الوافي لتوجيه التلاميذ
  • OFFTOPIC : Books ....Books
  • لاتقلق فالامتحان سهل
  • A song for you: TWinkle,Twinkle Little Star
  • الفعل المبني للمعلوم والمبني للمجهول - ظواهر لغوية -
  • فارس [395]
  • محمد [269]
  • سامي [253]
  • عمر [196]
  • كمال [194]
  •  
  • mkouadri032
  • karomasayah1996
  • wecanteach
  • mohammedboussoukaia
  • djimohab
  • زار المنتدى اليوم
    .
    الموقع يتم التحكم به بواسطة uCoz