• صفحة 1 من%
  • 1
مشرف المنتدى: سامي  
منتديات حاسي بحبح » ┘───[القسم البيداغوجي و التربوي] » فهـــرس الأعـــلام » أوجست كونت
أوجست كونت
الإثنين, 2013-06-10, 1:13 PM   رسالة # 1

جوائز : 2  +


معلومات العضو
 إنتسبت في المنتدى:2012-11-23
  رقم العضوية  : 2
أقيم في : الجزائر
 عدد المشاركات : 395
 أنـا ذكر
 نقاطي :  ±
 
أوجست كونت 1798 – 1857
الرجل والظروف.
ولد ( كونت ) بمدينة (مونبليه) الفرنسية لوالدين كاثوليكيين، التحق بمدرسة الفنون التطبيقية بباريس عام 1813م. وفي عام 1816م تزعم حركة عصيان قام بها الطلاب، فصل عقبها من المدرسة. واصل دراسته إلى أن عين معيدا في مدرسة الهندسة، ثم عمل سكرتيرا للكاتب الاشتراكي المعروف (سان سيمون).
وفي عام 1825م تزوج من كارولين ماسان ... بدا في عام 1826م إلقاء سلسلة من المحاضرات العامة في الفلسفة الوضعية، ثم أصيب بمرض عقلي جعله ينقطع عن مواصلة محاضراته، وأفضى به إلى محاولة الانتحار غرقا في نهر السين.
ثم عاد مابين 1830 – 1843م إلى إلقاء محاضراته التي كان قد انقطع عنها، وفيها قدم تصوراته للمعرفة والعلوم، وحاول من خلالها وضع أسس علمه الجديد الذي أطلق عليه في بادئ الأمر (الفيزياء الاجتماعية) ثم عاد تجنبا لتكرار هذا الاسم الذي سبقه إليه (كتيلييه) فوسم العلم الجديد باسم (علم الاجتماع).(1)
ويعد (كونت) ابن عصر التنوير، جرى على تقليد وتراث فلاسفة التقدم في أواخر القرن الثامن عشر، من أمثال تيرجو، وكوندرسيه، ولقد فزع كونت من الاضطرابات التي عانى منها النظام الاجتماعي، ومن ثم جد في طلب النظام والتضامن. ويهمنا هنا التنويه بأنه كان ليبراليا وتأثر بآدم سميث وكانط.(2)
وأما عن النسق المجتمعي العام، الذي عاش خلاله (كونت) وتحرك فيه، وجمع منه ملاحظاته، وكون توجهاته، فبالإمكان القول بأنه ولد في أوقات الثورة الفرنسية، وقبل التمهيد لدكتاتورية حكم الفرد، وأدرك سنوات الصبا والشباب في فترة نمت فيها الإمبراطورية الفرنسية 1804 – 1815م، وعاصر الأزمات التي واجهت هذه الإمبراطورية والتي انتهت بغزو فرنسا 1812 – 1814م وبين هذه السنوات عايش أيضا ما وصفه المؤرخون بالإرهاب الأبيض، بعد عودة الملك إلى باريس سنة 1815م، حيث قتل كثيرين من رجال الثورة القدامى ومن أنصار (بونابرت)، ولم تتردد وقتها حكومة الملك العائد في الانتقام من رجال العهد الماضي، خاصة أولئك الذين حنثوا في يمين الولاء للملك لويس الثامن عشر والذين انضموا إلى نابليون.
وفي وسط أمواج الإرهاب العاتية تم في أغسطس 1815م انتخاب المجلس الوطني الأول، الذي سمحت الظروف بدخول عدد كبير من مؤيدي الملكية العائدة إليه، وهم الذين عرفوا باسم الملكيين المتطرفين، وبلغوا في حماستهم للملكية حدا جعل الملك يطلق على مجلسهم اسم (المجلس المنقطع النظير) وما بين 1816 – 1818م كانت الساحة السياسية تجمع ثلاثة أحزاب أساسية: حزب اليمين ويضم الملكيين المتطرفين والذين رفعوا شعار (الحرب ضد الثورة)، وحزب الوسط من الملكيين المعتدلين الذين حاولوا التوفيق بين الملكية والثورة، وأخيرا حزب اليسار من الأحرار.
وكان أكثر هذه الأحزاب سطوة حزب اليمين الذي كان برنامج عمله يتوجه بقوة نحو إحياء النظام القديم، مع بعض التعديلات التي تتواءم مع مصالح النبلاء والأشراف. وكان من بين أساليب الحزب في تدعيم هذا التوجيه إعادة الكنيسة الكاثوليكية إلى سابق سطوتها، وعقد حلف وثيق بينها وبين الدولة، أتاح للكنيسة أن تستعيد أملاكها السابقة، وإشرافها على التعليم.
ومع كل هذا وإضافة إليه قدر (لكونت) أن يعايش ثورتي 1830،1848 وهما من الثورات الهامة في تاريخ
فرنسا الحديث، بغض النظر عن جوانب الإخفاق أو النجاح فيهما.(3)
وبإيجاز شديد عاش (كونت) فترات مد وجزر، ثورة، وثورة مضادة، ديمقراطية ودكتاتورية. وكلها ولا شك أثرت في فكر (كونت) وتصوراته للعلم الوليد، موضوعا، وغاية.لكن سيظل السؤال: أين من كل هذا وقف؟ وعن أي جانب أراد أن يعبر ويوظف علمه؟.

عن علم الاجتماع.
1. يقوم الإطار الفكري الأساس لدى (كونت) على دعائم الفلسفة الوضعية التي تنظر إلى جميع الظاهرات على أنها خاضعة لقوانين طبيعية لا تتغير.
وفي هذا يذهب إلى أننا لما كنا ندرك عقم ما يسمى (بالعلل الأولى) في أي بحث فإن مهمتنا السعي نحو كشف هذه القوانين بدقة، بغية اختصارها في أقل عدد ممكن. وإذا كان التأمل النظري لهذه (العلل) لا يفضي إلى حل أي مشكلة علمية، فمهمتنا يجب أن تتركز في أن نحلل بدقة ظروف الظاهرات لنجمع بينها عن طريق علاقات التشابه والتعاقب الطبيعية. وأفضل مثال على ذلك يتبدى في فكرة الجاذبية. فنحن نقول إنها تفسر الظاهرات العامة للكون، لأنها تجمع الوقائع الفلكية الهائلة التنوع تحت باب واحد.(1)
2. على الرغم من أن ( أوجست كونت) هو الذي أعطى العلم الاسم المستخدم الآن، فقد كرس جهدا للدعوة للعلم، أكثر من اهتمامه بتحديد موضوع العلم. وقد كان يحس في أيامه أن علم الاجتماع يقف بالنسبة لغده في نفس الظروف التي وقف فيها ذات يوم (التنجيم) من علم الفلك، ووقفت فيها الكيمياء القديمة من علم الكيمياء الحديث. وكان يرى أن انفصال علم الاجتماع عن دائرة العلوم الاجتماعية الأخرى لن يكون عمليا ومرغوبا فيه إلا فيما بعد، ولهذا كان يرى (أنه من المستحيل التعجيل بهذا التقسيم الرئيس) ولهذا لا توجد لديه تحديدات واضحة للموضوعات الأساسية لعلم الاجتماع(2).
3. صنف العلوم إلى خمس مجموعات، بدأ ترتيبه لها من الأبسط إلى الأقل بساطة بادئا بالفيزياء السماوية والأرضية، تلها الفيزياء الميكانيكية والكيميائية ثم الفيزياء العضوية، فالفيزياء النباتية والحيوانية، وأخيرا الفيزياء الاجتماعية التي غير اسمها إلى علم الاجتماع.(3)
قسم دراسة علم الاجتماع إلى قسمين أساسيين:
أ‌- القسم الأول (الديناميك الاجتماعي): ويختص بدراسة قوانين الحركة الاجتماعية، والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها. أي أنه يدرس المجتمع الإنساني في عمومه وكليته ومن ناحية تطوره، وانتقاله من حال إلى حال.
ب‌- القسم الثاني (الاستاتيكا الاجتماعية): يدرس المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها وباعتبارها ثابتة في فترة معينة من تاريخها.(4)

4. في ضوء دراسته ومنهجه أفاد بأنه توصل إلى ما أسماه (قانون الحالات الثلاثة) وإيجاز هذه الحالات أن التفكير الإنساني في كل منحى من مناحي المعرفة مر من مرحلة التفكير الديني إلى التفكير الفلسفي لينتهي أخيرا إلى مرحلة التفكير العلمي الوضعي. كانت الظاهرات تفسر في المرحلة الأولى بنسبتها إلى أقوى خارجة عنها، في حين أن تعزي في المرحلة الثانية إلى معان وأفكار مجردة وقوى ميتافيزيقي وعلل أولى لا يمكن إثباتها إلى معان وأفكار مجردة وقوى ميتافيزيقية وعلل أولى لا يمكن إثباتها، كأن تفسر ظاهرة النمو في النبات مثلا بنسبتها إلى النفس النباتية. وأما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الفهم العلمي التي يذهب فيها العقل إلى تفسير الظاهرات بنسبتها إلى القوانين التي تحكمها والأسباب المباشرة التي تؤثر فيها.
ويفهم من هذا القانون أن (كونت) اعتبر الفكر محرك المجتمع، صانعه، ودافعه. وإذا كانت هذه المرحلة نتاج دارسته للجوانب الدينامية في المجتمع، فإن دراسته للثوابت الاجتماعية أفضت به إلى اعتبار الفرد والعائلة والدولة العناصر الأساسية لتكون المجتمع.ويعتبر الفرد شيئا لا قيمة له إلا بوجوده وتعاونه مع آخرين، ولذا اعتبر الأسرة أهم الوحدات الاجتماعية في المجتمع. وأما المجتمع فتصوره وحدة حية ومركبا معقدا أهم مظاهره التعاون والتضامن.(1)
5. تتمثل ركائز منهجه في الدراسة والبحث: في الملاحظة والتجربة التي تقوم على منطق المقارنة بين الظاهرات والمجتمعات، وأخيرا التحليل التاريخي المنطلق من دراسة الأفكار وتحليلها كمقدمة أساسية لفهم التطور الاجتماعي. ويجدر هنا القول بأنه رغم إشارته إلى كل هذه الركائز فإنه عد الملاحظة أهمها وأكثرها دقة، لأنها هي ألأكثر اتساقا والفهم العلمي(2).
6. وأما غايات علم الاجتماع (الكونتي) فهي تحدد بشعار السياسة الوضعية التي ترى في النظام غاية في ذاته ووسيلة لتحقيق التقدم. ولذا كان مسعى (كونت) من إنشاء علم الاجتماع إصلاح المجتمع الذي هزته الفلسفات النقدية والتحركات الثورية. ولهذا اعتقد (كونت) أن الاتجاهات النقدية اتجاهات هدامة، وبهذا يميل علم الاجتماع لديه إلى أن يكون أداة للمحافظة على النظام (انك تدرس لكي تضبط). ويبدو كل هذا متماثلا في المنطوق الأساسي لكلمة وضعية، التي تعني الوقوف إيجابيا من أنه رأى أن الكائن الاجتماعي يجب أن يندمج في شخصية متسلطة تسلطا مباشرا، ويجب تأكيد السلطة المركزية في كل الميادين، ولهذا يعد من بين من نادوا بالحد من حرية التفكير. لقد فرح وهلل عندما قبض نابلوين على ناصية السلطة بيد من حديد، ومن أقواله المشهورة في هذا الصدد (إن حرية الضمير لا توجد في الرياضيات). وخلاصة كل هذا أنه نادى كثيرا بضرورة محاكاة علم الاجتماع للعلوم الطبيعية، وفي الوقت نفسه كان على الأقل لا يهتم بحرية الضمير والفكر. ألم يعرف أنه لو كانت المسلمات الرياضية تعكس مصالح الناس مباشرة لا اختلفوا بشأنها؟

موقف الرجل من الظروف.
يمكننا ابتداء الإشارة إلى أن (كونت) هو الذي أعطى علم الاجتماع اسمه الشائع، وأنه اعتبره علم دراسة المجتمع في ثباته وتغيره، وأنه أراد له أن يكون علما وضعيا، محاكيا العلوم الطبيعية، خاصة علم الحياة، وقد يكون مبعث هذا ما حققته العلوم الطبيعية من إنجازات في زمانه. وأما غاية العلم فتمثلت في الحفاظ على النظام الاجتماعي القائم.
هذه أهم ملامح ما قاله.
تعقيب.
لقد أخل (كونت) بوظائف العلم الاجتماعية، حيث أراده محافظا على ما هو قائم، وكأنما التغير ضرب من الوهم، وكأنما التاريخ قد توقف في زمانه، دونما خطوات نحو المستقبل .. ويمكن التدليل ببعض الأمثلة التي تقدم شواهد على صحة الاستنتاج السابق:
1. تصور (كونت) الإنسانية كلها شيئا هلاميا واحدا، ولم يراع النسبية الزمانية والمكانية لكل حالة بنائية من جانب ولم يراع من جانب آخر أوجه الالتقاء العامة بين المراحل المتشابهة التي تمر بها المجتمعات والتي تفضي إلى معرفة القوانين العامة للتطور الاجتماعي.
2. تتبدى مثاليته في تصوره أن الفكر هو الذي يسبق الواقع ويحركه، والمثالية لا تعني هنا مبادئ وأسسا أخلاقيا، وإنما تعني وجهة تفسيرية. فبالرغم من وضعيته، ومحاكاته للعلوم الطبيعية، فقد آتى تفسيره غير واقعي، سواء في تصور المجتمع، أو في حركته وتطوره. فالمجتمع لا يولد طفلا ثم رجلا إلى آخر هذه الصور المجموعة، والمجتمع ليس كله تضامنا وتماسكا، بل هناك تناقض وصراع، يشهد عليه تاريخ الإنسان والمجتمع، قبل كونت وبعد كونت.
3. كان لفزع (كونت) من التغيرات والثورات، وحرصه على مصالحه، ومصالح من أراد أن يكون علم الاجتماع في خدمتهم، أثر واضح في موقفه مما أحاط به. لذلك حرص على أن يكون العلم الوليد أداة محافظة وتبرير.(1) ولكي يمكن العلم من هذا بناه على أساس وضعي مذهبي، له تعاليم وأيديولوجية تدعو إلى الاستسلام وتضمنه. والواقع أن الاستسلام الذي يعد نقطة أساسية في كتابات (كونت) مستمد مباشرة من قبول قوانين أزلية ثابتة لا تتغير، لا يجوز لأحد أن يغيرها وإلا استحق العقاب، وإن حاول فلن يقدر لأنها محتومة ومقدرة. ومعنى هذا أن على الإنسان أن يمتثل ويتواءم مع ما هو قائم، فليس له من إرادة، ولا يجب أن تكون له. إن العيب كل العيب في الإنسان وأخلاقه، لا في الظروف المحيط به،(2)وهذا تصور ليس ضد الإنسان فحسب، بل هو مشوه ومزيف لتاريخ الإنسان.
ولم بتوقف (كونت) عند صوغ الأفكار الإيديولوجية في غلاف علمي كقانون المراحل الثلاث الذي لم يجد من الشواهد التاريخية، ما يصدقه علميا، والذي يتصور المجتمع كحيوان (الكنجارو) الذي ينقل قدميه الخلفيتين أولا، كتبرير لنقل الماضي إلى الحاضر، وأخذ الحاضر إلى المستقبل، وكما هو بقدر المستطاع. لم يكتف بكل هذا، بل أراد أن يأخذ من المنهج سندا له.
فبالرغم من أنه تحدث عن أهمية المقارنة والتجربة والتاريخ، فلم يستخدمها، حيث ركز على الملاحظة وبالغ في استخدامها. والملاحظة كما هو معروف عنها تعني ملاحظة شيء محدد وتركيز كل الحواس فيه، ومن ثم حصر الفكر عنده، وعند لحظته وآنيته، وبالتالي تحريم مقارنة الشيء بغيره ماضيا، أو تصور ما يمكن أن يكون عليه مستقبلا، وذلك حتى لا يفهم ما للأوضاع القائمة وما عليها، وما يجب أن تكون عليه مستقبلا. لأن الغاية هي المحافظة لا سواها.(3)

تم تحرير الرسالة
 
منتديات حاسي بحبح » ┘───[القسم البيداغوجي و التربوي] » فهـــرس الأعـــلام » أوجست كونت
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

إحصائيات المنتدى
المشاركات الحديثة المواضيع الأكثر شعبية أعلى المستخدمين الأعضاء الجدد
  • ملف خفيف لكتابة معلومات التلاميذ في واجهة ملفاتهم
  • تحليل ننتائج الفصل الثانيي
  • ملف اكسال لحالة التلاميذ اليومية
  • جداول لتحليل النتائج الفصلية انطلاقا من نتائج الرقمنة
  • القانون الداخلي
  • برنامج المساعد الوافي لتوجيه التلاميذ
  • OFFTOPIC : Books ....Books
  • لاتقلق فالامتحان سهل
  • A song for you: TWinkle,Twinkle Little Star
  • الفعل المبني للمعلوم والمبني للمجهول - ظواهر لغوية -
  • فارس [395]
  • محمد [269]
  • سامي [253]
  • عمر [196]
  • كمال [194]
  •  
  • mkouadri032
  • karomasayah1996
  • wecanteach
  • mohammedboussoukaia
  • djimohab
  • زار المنتدى اليوم
    .
    الموقع يتم التحكم به بواسطة uCoz